إنه ليسعدني أن أتوجه اليكم بخالص التهنئة بـاليوم العالمي العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، والذي يوافق الـ 17 يونيو من كل عام بهدف زيادة الوعي العالمي بالاخطار المترتبة علي ظاهرة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، وحث الدول على اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التحدي الخطير ؛ والذي يأتي هذا العام تحت شعار ” استعادة الأرض. إطلاق العنان للفرص “، حيث يسلط احتفال هذا العام الضوء على كيفية استعادة أساس الطبيعة – الأرض – التي يمكن أن تخلق فرص العمل، وتعزز الأمن الغذائي والمائي، وتدعم العمل المناخي، وتبني المرونة الاقتصادية، بعد أن أصبح الهدف العالمي الأكثر الحاحا هو استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة وتنشيط اقتصاد استعادة الأراضي بقيمة تريليون دولار بحلول عام 2030.
إننا في مركز بحوث الصحراء باعتبارنا نقطة الاتصال الوطنية المصرية لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ، وبصفتنا المؤسسة الوطنية الرائدة في قضايا استدامة الموارد الطبيعية في البيئات الجافة وشبه الجافة – ندرك أهمية دعم الجهود العلمية والتطبيقية لمكافحة التصحر و الحفاظ على الموارد الأرضية وتنميتها، ورفع كفاءتها الإنتاجية، ومواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها التغيرات المناخية والاستخدام الجائر للموارد ، و ندرك جيدا أن الأرض ليست مجرد مكان نعيش عليه، بل هي مصدر الحياة، ووعاء التنوع البيولوجي، ومصدر الأمن الغذائي والمائي لملايين البشر.
إننا في إطار التوجيهات الصادرة لنا من معالي السيد وزير الزراعة وإستصلاح الأراضي نؤمن تماما بأهمية دورنا الوطني في هذا المجال ونسعي بكل جدية للمشاركة الإيجابية في تنفيذ الخطة الرئاسية الطموحة لخلق مستقبل أكثر إشراقا لوطننا العزيز ، في وقت تتزايد فيه وتيرة الصراعات من حولنا بما لها من تداعيات سلبية علي البيئة وسلامة الموارد الأرضية.
وإنني بصفتي رئيس مركز بحوث الصحراء يسعدني أن ألقي الضوء علي الجهود الوطنية التي ينفذها المركز حاليًا من خلال تنفيذ عددًا من المشروعات القومية والتنموية بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، ومنها:
المشروع القومي لتنمية وتوطين المجتمعات البدوية في مناطق الاستصلاح الجديدة.
مشروعات استخدام مصادر مياه غير تقليدية لإستخدامها في التوسع الزراعي ومكافحة التصحر خاصة في المناطق الهامشية.
ومبادرات استعادة الأراضي المتدهورة ضمن برامج اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
كما يواصل المركز دوره في تقديم الدراسات المتكاملة، ونقل التقنيات الحديثة للمزارعين والرعاة، وبناء قدرات الشباب والمرأة في المجتمعات المحلية لضمان استدامة النتائج.
وبصفتي المنسق الوطني لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإنني أؤكد أن التزاماتنا الوطنية والإقليمية والدولية في هذا المجال تسير وفق رؤية واضحة ترتكز على التعاون، وتبادل المعرفة، وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف 15 المعني “بحماية النظم الإيكولوجية البرية ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي”.
في هذا اليوم، نحن مدعوون جميعًا إلى الاعلاء من قيمة البحث العلمي، والي أن نعمل معًا على تحقيق مستقبل أخضر لأجيالنا القادمة، خاصة في مناطق عمل المركز لتكون جهود مكافحة التصحر واقعا نعيشه ويجسد فعليا أهمية دور مركز بحوث الصحراء في هذا المجال.
ختامًا، أتشرف بان أرفع الي معالي السيد / وزير الزراعة واستصلاح الأراضي خالص التهنئة باليوم العالمي للتصحر و الذي يأتي هذا العام ليشهد جهود غير مسبوقة من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تحت قيادة معاليه في هذا المجال ، كما يسعدني ان أتوجه بالشكر والتقدير لكل من يساهم بعمله المخلص في مكافحة التصحر والجفاف و حماية الموارد الأرضية لوطننا العزيز، وأشكر جميع العاملين بالمركز علي جهودهم الدؤوبة لحماية البيئة وتنمية الأراضي ومكافحة التصحر والجفاف بجمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن عملنا معًا هو الطريق نحو مستقبل أكثر أمنًا واستدامةً.