“بحوث الصحراء” يعزز قدراته البحثية بإنجاز تقني جديد في مجال الاستكشاف الجيوفيزيائي

في إطار خطة مركز بحوث الصحراء لتطوير قدراته البحثية والتطبيقية، شهد المركز تجربة تشغيل ناجحة لأحد أحدث أجهزة الاستكشاف الجيوفيزيائي متعددة الأبعاد (Syscal Pro) وكابل دراسات التربة المتطور من إنتاج شركة IRIS الفرنسية، وذلك ضمن جهود المركز لتعزيز دوره الوطني في استكشاف الموارد المائية وتحديد صلاحية الأراضي الصحراوية للتنمية.
وذلك تنفيذاً لتوجيهات السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وبحضور كل من الدكتور حسام شوقي رئيس المركز، والدكتور محمد عزت نائب رئيس المركز للمشروعات والمحطات البحثية، والدكتور عمرو عبد الجواد رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوية، إلى جانب عدد من الباحثين المتخصصين وأعضاء قسم الاستكشاف الجيوفيزيائي.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية مركز بحوث الصحراء لتكامل أدوات البحث العلمي والتطبيق العملي، حيث تم دعم قسم الاستكشاف الجيوفيزيائي بعدد من الأنظمة الحديثة مثل أنظمة القياس الجيوكهربائية الرأسية (VES)، وأجهزة التصوير المقطعي ثنائي وثلاثي الأبعاد، ما يُعزز من قدرته على تحليل الطبقات تحت السطحية بدقة وتحديد مواقع المياه الجوفية في الخزانات الضحلة والعميقة.
واستعرض الفريق البحثي آلية عمل الكابل الجديد الذي يتميز بقدرته على تنفيذ عمليات المسح السريع للتربة باستخدام تقنيات المقاومة الجيوكهربائية عالية الكفاءة، ما يسمح برسم خرائط دقيقة للطبقات التحت سطحية بجهد ووقت أقل مقارنة بالنظم التقليدية. ويُعد هذا الجهاز إضافة نوعية إلى المنظومة المتطورة من الأجهزة العلمية التي يمتلكها المركز، مثل الرادار الأرضي (GPR)، ونظم المقاومة الكهربائية (ERT)، والحث الكهرومغناطيسي (EM، TEM)، وأجهزة القياس المغناطيسي (Magnetometer).
وأكد الدكتور حسام شوقي أن اقتناء هذا الكابل يمثل خطوة مهمة في تطوير قدرات المركز التقنية والبحثية، موضحًا أن استخدامه سيسهم في دعم دراسات استصلاح الأراضي الصحراوية وتحديد أنسب مواقع الزراعة والتغذية الجوفية، بما يتوافق مع توجه الدولة نحو التوسع الأفقي وزيادة الرقعة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد عزّت أن توظيف هذه الأجهزة في العمل الميداني يعزز من قدرة الباحثين على الدمج بين تقنيات المسح الجيوفيزيائي والتحليل المعملي، ما يسمح بإنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة للتربة والخزانات الجوفية، ويقلل من الزمن اللازم لتقييم صلاحية الأراضي الجديدة للاستصلاح.
كما أشار الدكتور عمرو عبد الجواد إلى أن إدخال هذه التقنية المتقدمة ضمن منظومة شعبة المياه والأراضي الصحراوية يعكس التزام المركز بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية الزراعية، وتحسين كفاءة إدارة الموارد المائية والتربة، خاصة في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.
ويؤكد مركز بحوث الصحراء من خلال هذا التحديث المستمر لبنيته التكنولوجية التزامه بدعم خطط الدولة في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، والاستفادة القصوى من الموارد المائية غير التقليدية، مواصلًا أداء دوره الوطني كصرح بحثي متقدم يسهم في خدمة المجتمع والبيئة.

اترك تعليقاً